صدمة في الهند- رسوم ترمب الجمركية تهدد التجارة والعلاقات

المؤلف: «عكاظ» (نيودلهي)09.12.2025
صدمة في الهند- رسوم ترمب الجمركية تهدد التجارة والعلاقات

سادت مشاعر الصدمة والاستياء أرجاء الهند، فيما تحاول الشركات وواضعو السياسات والمواطنون استيعاب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورسومه الجمركية المفاجئة التي بلغت 25% والتي فرضت مؤخراً على نيودلهي. هذا القرار غير المتوقع أثار موجة من القلق والترقب داخل الأوساط الاقتصادية والاجتماعية في الهند.

وبينما كان المسؤولون في الحكومة الهندية يدرسون سبل الرد المناسبة، وتقوم مجموعات الأعمال بحساب تكلفة هذه العوائق التجارية الجديدة، ضجت الحسابات المحلية على منصات التواصل الاجتماعي باحتجاجات عارمة من المستخدمين الذين عبروا عن استيائهم الشديد من تعليقات ترامب، وانتقدوا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لعدم مواجهته هذه التصريحات بشكل أكثر وضوحاً وحزماً. هذا الغضب الشعبي يعكس مدى حساسية القضية وأثرها على الرأي العام الهندي.

بدأت القصة عندما صرح ترامب قائلاً: "إن الحواجز التجارية التي تفرضها الهند هي الأكثر صرامة وإزعاجاً على الإطلاق"، وذلك في منشور له على موقع "تروث سوشال" في الآونة الأخيرة. ولم يكتفِ بذلك، بل أضاف: "إن الولايات المتحدة قد تفرض أيضاً عقوبات على نيودلهي بسبب شرائها الأسلحة والطاقة من روسيا". هذا التصريح أثار المزيد من المخاوف بشأن مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين واحتمالية تصعيد التوترات.

وفي ظل غياب أي اتفاق تجاري وشيك بين البلدين، دخلت الرسوم الجمركية البالغة 25% على البضائع الهندية حيز التنفيذ الفعلي. هذا الأمر يضع ضغوطاً إضافية على الشركات الهندية المصدرة إلى الولايات المتحدة، ويهدد بتقليل قدرتها التنافسية في السوق الأمريكية.

وفي هذا السياق، صرح أكشات جارج، نائب الرئيس المساعد في "تشويس ويلث" للخدمات المالية، ومقرها في مومباي، قائلاً: "بين ليلة وضحاها، تحولت معادلة التجارة بين الولايات المتحدة والهند من علاقة متوترة إلى علاقة مضطربة ومليئة بالتحديات". وأضاف: "إن هذه الرسوم الجمركية لا تبدو كسياسة تجارية منظمة بقدر ما تبدو رسالة سياسية صريحة ومباشرة". هذا التحليل يوضح أن القضية تتجاوز الجوانب الاقتصادية البحتة، وتحمل أبعاداً سياسية واضحة تؤثر على مستقبل العلاقات بين البلدين.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة